فقدتك يا اعز الناس

عم محمد مات آآآآه رحت أمبارح ملقتوش.

عم محمد ده راجل كبير فى السن يعنى فى أواخر الخمسينات كان يشتغل فى مشتل بتاع زرع كنت بروح ليه دائما اشترى منه وكان بيدينى بأسعار رخيصة علشان كان بيحبنى قوى ويقولى يا ريت ولادى زيك يحبوا الورد والفل والياسمين .

عارفه لو كل الدنيا زيك هنكون ناس طيبه وحلوة وبنحب بعض قوى ومش هيبقى عندنا مشاكل كنت بقعد اضحك واقوله بطل تجاملنى يحلف بالله انه مش بيجاملنى ولا يعرف بس دى نتيجه خبرته وتعامله مع الناس.

كنت كل يوم الصبح وانا رايحه الشغل الاقيه فاتح باب المشتل من الساعه ثمانيه اعمل له كلاسك بالعربيه واشاور له بايدى وامشى ولو لقيته قافل اعدى عليه اخر النهار واقوله كنت فين يا راجل يا عجوز يا شقى يضحك وملامحه الطيبه كلها تضحك يقولى كنت بجيب فطار اقوله ولا بتقابل البنوته بتاعتك على الصبح يقولى يا بنتى انا ولادى قدك فى سنك كده اقابل ايه دا انا بنام بعد ما اصلى العشاء واصحى على الفجر وافضل صاحى ابقى نادى عليا هتلاقينى.

فاكرة انا لما الزرعه بتاعتى دبلت شويه ومبقتش تطلع فل جريت روحت له وهى بين ايدى وانا مضايقه واقوله ماتت لما لاقانى حزينه قالى ولا يهمك أنا هأخدها منك وهديكى واحده تانيه وعلشان يضحكنى قعد يزعق ليه ويقولى ينفع كده ينفع حد ميهتمش ببنته استغربت قالى الزرع ده زى الطفل لو مأكلش كويس يتعب ويدبل وتلفى بيه على الدكاترة وانا الدكتور وقعد يعلى صوته علشان اضحك وقولته له خلاص يا عم محمد أروح اذنب نفسى على الحيطه قعد يضحك وقالى هو ده اللى انا عاوزة .

كان بيدينى لما اروح له ورده بلدى ويقولى دى بلدى اصلى زيك كده شربت من ميه مصر واتغذت من ارضها مش زى التانين ولا هما من ولادها ولا شربين منها .

كان يقولى عارفه اللى زيك لو طلع بره مصر يموت اصلك خدتى عليها مينفعش تعيشى بره مصر استغربت له وسالته ايه عرفك قالى يا بنتى سنانى وقعت بس اقولك وتشربى معايا شاى قعدت اضحك قولت له عز الطلب انت عارف انى مدمنه قالى اللى يحب الزرع وانت بطيبتك وفطرتك وطبيعتك عنيكى بتروح للحاجات البلدى والمصرى انا كنت بسيبك تختارى علشان افهم انتى ايه دماغك انتى زى زرعها مينفعش يعيش برة.

آآآآآآآه كان قد ايه طيب وفاهم اللى احنا مش فاهمينه كنت بعدى عليه خمس دقايق حتى لو مش هشترى حاجه بس اسلم عليه ولو عجبنى حاجه يقولى خديها وابقى هاتى فلوسها اى يوم اقوله لا هدفع يقولى روحى يمكن تحتاجى حاجه فى الطريق ويدعيلى ....غاب عن عينى شهر مبقتش اشوفه قولت يمكن سافر بلدهم دخلت اسأل عليه امبارح علشان اشترى ورد بلدى وشتلات زرع تانى لقيت واحد غريب مش فاهمنى سألته على عم محمد قالى الاول سافر وبعد شويه قالى لا بصراحه مات ...اتصدمت حطيت الزرع فى العربيه ومشيت افتكرت حد تانى كمان

ايهاب صديقى وأبو فريده بنوته صغيرة زى القمر ومؤدبه جدا ايهاب قريبى وفى نفس الوقت صديق واخ ليه ايهاب فى نفس سنى انا اكبر منه بأربع شهور افتكرت قد ايه هو كمان كان حنين وافتكرت يوم ما خالتى كلمتنى وقالت ليه ايهاب مات مبقتش مصدقه اقولها لا بطلى هزار تلاقيه عامل فيكى حاجه وانتى زعلانه وبتقولى اى كلام حلفت قولت لها لا انا كنت هتصل بيه النهارده اصالحه علشان هو بقاله اسبوع مخاصمنى ومبقتش عارفه اعمل ايه خصمنى علشان اتأخرت بره البيت شويه قعدت اعيط وانفعلت عليه خصمنى علشان كان خايف عليا .افتكرت يوم اختى الصغيرة وهى اللى انا مربيها كانت بتعمل عمليه الزايده واتصلوا بيا قالولى وانا من خضتى عليها رحت قعدت فى اوضه تانيه عند خالتى وقعدت اعيط دخل ورايا وقالى مالك يا ست الكل لقانى بعيط زعل علشانى مات وكان مخصامنى مقدرتش اقوله سورى كان احن انسان فى الوجود كانت ضحكته زى البيبى مات وساب فريده وهى بتعتبرنى صديقتها كان بيضحك لما تقوله يا بابى كلم صحبتى يقولها صحبتك مين تقوله اللى عندها صورتى كانت تقصدنى انا وكانت تنادى عليا باسمى وكان ساعات يضحك ويقولى انتم اطفال زى بعض لما يلاقينا بنلعب مع بعض او نحكى فى التليفون كتير.

انا مش بكتب ده علشان تعزونى او تواسونى ...دى حاجه بتاعت ربنا وانا مؤمنه بيها بس ده تأكيد على البوستيين اللى فاتوا بتاع الصداقه والاب والام اقولكم ازاى يعنى لو حافظنا على صداقتنا وتخطينا كل الصعاب وفتحنا قلوبنا وبيقنا ناس نظيف وكويسه هنلاقى ان الدنيا متستاهلش اننا نقف قدام بعض ونغلط فى بعض ونضيع لحظات جميله ممكن تسعدنا وتسعد غيرنا السؤال عن الاصحاب ومصالحتهم حتى احنا على النت ليه نزعل من بعض ونجرح فى بعض ومنتقبلش أراء بعض ليه ننقسم وبعدين لما حد يموت التانى يزعل ويندم .

ممكن الخمس دقايق متفرقش معانا بس تفرق مع اللى قدمنا فى اسعاده او اننا نحسسه اننا معاه ....بجد حرام نجرح فى بعض ونبعد ونهمل بعض ونتبع سياسه تكبير الدماغ علشان منندمش ومنلاقيش فى نفسنا فى يوم وليله فقدين حد عزيز علينا وكمان ده لاخرتنا صله الرحم والعطف على الناس مش شرط فلوس حتى لو بابتسامه او سؤال الدنيا صغيرة قوى بلاش ننكد على بعض فيها ولو مشينا زى ما ربنا قال اكيد عمرنا ما هنندم على حاجه.

بجد مش عاوزة عزاء من حد اقروا الفاتحة لكل موتانا وأتمنى اننا نراجع نفسنا فى حاجات كتير ونصالح غيرنا ونبلاش نبعد.

كان معكم أستاذ ورئيس قسم الإهمال الأول فى الناس اللى بنحبهم آبى هانم الندمانه